×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

على العبادة، ويقدر على الحج والعمرة والصلاة والصيام والذكاة، يروح لميت؟! سبحان الله! أين راحت العقول؟! يروح لميت رميم في قبره، ويطلب منه، ميت عاجز فقير، يحتاج إلى الدعاء، يحتاج إلى الصدقة، يحتاج إلى الحج أو العمرة عنه، فهو المحتاج، ولا يقدر أن يعمل لنفسه شيئًا، وأنت أعطاك الله القدرة والحياة، كيف تروح لواحد عاجز ميت، فتطلب منه المدد، وتطلب منه الحاجة؟! هو الذي بحاجة إليك؛ لأنك تقدر على الدعاء، وتقدر على الاستغفار له، وتقدر على الصدقة عنه، أما هو، فلا يقدر على شيء.

«أُولَئِكِ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا»؛ أي: مصلى، مكان سجود، والصلاة عند القبور حرام، ولا تجوز حتى ولو لم يبن مسجدًا؛ لأن المكان الذي تصلي فيه يسمى مسجدًا، ولو لم يبن، قال صلى الله عليه وسلم: «جُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا»([1])، وما معنى مسجدًا؟ أنه يصلى فيها، أنها صالحة للصلاة، فالمسجد يعم البقعة، ويعم البناء، كل يسمى مسجد، فهم جمعوا بين جريمتين: جريمة التصوير الذي هو وسيلة من وسائل الشرك، والوسيلة الثانية: البناء على القبر، النبي صلى الله عليه وسلم أمر بهدم البناء على القبر، قال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه - كما في صحيح مسلم -، قال لعلي رضي الله عنه: «أَنْ لاَ تَدَعَ تِمْثَالاً إلاَّ طَمَسْتَهُ وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إلاَّ سَوَّيْتَهُ»([2])، القبر المشرف هو المرتفع، سواء ببناء،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (335)، ومسلم رقم (521).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (969).