×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

الواجب على علماء المسلمين وعلى طلاب العلم أن يقوموا بإنكار هذا، والنهي عنه، وإفهام الجهال أن هذا عمل باطل وعمل شركي، وأنهم آثمون في هذه الأعمال، لا مأجورون.

«أُولَئِكِ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا»، لماذا يبنون على قبره؟ لأجل أن يصلوا عنده، وهذا هو الواقع، وأول ما بنيت المساجد على القبور بعد القرن الرابع، لما استولى الفاطميون الإسماعيلية من الشيعة على بلاد مصر، بنوا فيها الأضرحة، ثم تمدد هذا إلى البلاد الأخرى، ثم جاء التشيع في المشرق والمغرب، وعمم هذه الجريمة، وجاء التصوف - وهو أخو التشيع -، فساعد على بناء المساجد على القبور - ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله -، ومن ينكر هذا يعتبرونه من الخوارج، ويعتبرونه أنه يبغض الرسول، ويبغض الأولياء والصالحين، وأن محبتهم عبادتهم ودعاؤهم والاستغاثة بهم، هذه محبة للصالحين، يقولون: محبة للصالحين. أما إذا أنكرت، فإنك تبغض الصالحين. هذا الذي يسوله لهم الشيطان، نحن نحب الصالحين، ونتولاهم، وندعو لهم، ونستغفر لهم، لكن لا نعطيهم شيئًا من حق الله عز وجل، لا نعطيهم شيئًا من العبادة، أو نتخذ قبورهم للتبرك وطلب الحوائج عندها، بل القبور إنما هي مأوى للأموات، وليس لها أي اعتبار؛ من ناحية أنها تخلق، أو ترزق، أو تحيي، أو تميت، أو تدبر، أو تنجد المستغيث، أو غير ذلك، هم محتاجون، هم فقراء، أموات بحاجة إلى من يدعو لهم، وإلى من يستغفر لهم، ويتصدق عنهم، هم بحاجة، انقطع عملهم، فكيف الحي الذي يقدر


الشرح