×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

- والعياذ بالله -، شرك ظاهر؛ حيث عبدوا القبور من دون الله عز وجل، وما يعرفون إلاَّ القبور، والمسجد الذي ليس فيه قبر ليس له قيمة عندهم، ولا يصلون فيه، وإنما يذهبون إلى المساجد التي فيها القبور، هذا من الفتنة، من الشر العظيم؛ فلا يجوز العبادة عند القبر؛ لا بدعاء، ولا بصلاة، ولا بصدقة، ولا بغير ذلك، وهذا وسيلة من وسائل الشرك، أما إذا تقرب إلى الميت، فهذا هو الشرك الأكبر، وهذا هو الواقع عند كثير من ابتلوا بهذه المصيبة، سواء بني على القبر بنية وما يسمى مسجدًا أو قبة أو ضريحًا، أو لم يبن عليه، حتى لو كان القبر في الفضاء، ولا عليه بنيان، وما يجوز أن تذهب إليه لأجل التبرك، أو لأجل الدعاء عنده، أو لأجل طلب الشفاعة منه، أو غير ذلك، إنما تذهب إليه للزيارة فقط، للسلام على الميت والدعاء له فقط، وإذا أردت أن تدعو الله لنفسك، فإنك تنصرف، وتدعو الله في مكان آخر بعيدًا عن القبر؛ لئلا تقع في الشرك؛ كما وقع فيه كثير من الناس، هذه مصيبة يجب على المسلمين أن ينتبهوا لها، ويجب على طلبة العلم والعلماء بالذات أن يبينوا للناس هذا الأمر، وألا يسكتوا، وألا يجاملوا الناس، ويتواكلوا، يجب البيان بالكتابة، بالتأليف، بالخطب، بالمحاضرات، بالندوات، المؤتمرات، الآن تعقد مؤتمرات كثيرة، ولكن ما يعقد مؤتمر واحد للتوحيد أو العقيدة، وما سمعنا هذا، وما سمعنا أنهم عقدوا مؤتمرًا من أجل العقيدة وبيان التوحيد والنهي عن الشرك، مع أن هذا هو الواجب.


الشرح