ماذا يفعلون؟ منهم
من يقول: لم يمت، ومنهم من يقول: مات. جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه، دخل عليه،
ونظر إليه، فعرف أنه قد مات، وتحقق من ذلك، خرج إلى الناس، وقال: «أَمَّا
بَعْدُ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ
مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ،
فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ
أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ﴾ إلى ﴿ٱلشَّٰكِرِينَ﴾ [آل عمران: 144]»([1])، فعند ذلك علم
الصحابة، وفيهم عمر رضي الله عنه، علموا أن الرسول قد مات، ولا يشكون في ذلك،
فالرسول صلى الله عليه وسلم أصابه المرض، ولم يقم منه حتى مات صلى الله عليه وسلم.
«فَقَالَ: وَهُوَ
كَذَلِكَ»([2])؛ يعني: وهو في شدة
المرض، لماذا قال هذا؟ من باب النصحية للخلق، وخوفًا عليهم من أن يغلوا في قبره
صلى الله عليه وسلم؛ كما غلت الأمم من قبله في أنبيائهم، فهذا من نصحه صلى الله
عليه وسلم، ومن شدة بلاغه للناس صلى الله عليه وسلم.
«لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى»، اللعن هو: الطرد والإبعاد عن رحمة الله، ما السبب في لعن اليهود والنصارى؟ «اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، فاستحقوا لعنة الله، فدل على أن الذي يتخذ القبر مسجدًا يصلي عنده، أو يبني عليه، أنه ملعون، هذا ليس خاصًا باليهود والنصارى؛ كل من فعل هذا الفعل، فإنه ملعون،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4454).