×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 وهو يظن أنه محسن، وأنه يعظم الأولياء والصالحين، وهو ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متشبه باليهود والنصارى، شاء أم أبى، وفي هذا دليل على لعن اليهود والنصارى بمناسبة أفعالهم القبيحة، فيلعنون بمناسبة أفعالهم القبيحة من الكفر بالله عز وجل وتغيير دينه وتكذيب رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فيستحقون اللعنة، لعنة الله على اليهود والنصارى، مع أنهم أهل كتاب، لكن لما لم يعملوا بكتابهم، استحقوا لعنة الله وغضب الله عز وجل: «لَعْنَةُ الله عَلَى اليَهُودِ، وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا([1])، يحذر صلى الله عليه وسلم أن يُفْعَل في قبره مثلما فعل اليهود والنصارى في قبور أنبيائهم، وهذا من كمال نصحه صلى الله عليه وسلم، وكمال بيانه للناس، حتى وهو في هذه الحالة، وهو يعالج سكرات الموت، وعنده خميصة - يعني: غطاء يضعه على وجهه -، فإذا اغتم به كشفه، ويأخذ شيئًا من الماء، يبل به وجهه صلى الله عليه وسلم، من شدة ما يقاسي من سكرات الموت، فقال وهو كذلك، وما شغله الموت، ما شغله عن النصيحة والخوف على الأمة صلى الله عليه وسلم، «فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ: «لَعْنَةُ الله عَلَى اليَهُودِ، وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا»، هل بعد هذا البيان بيان، أو بعد هذا التحذير تحذير، ومع هذا أبى كثير من المنتسبين إلى الإسلام إلاَّ أن يعصوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويخالفوا نهيه، فيبنون على القبور، على قبور الأولياء والصالحين، وهذا محادة لله ولرسوله، قالت عائشة رضي الله عنها: «وَلَوْلاَ ذَاكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ صلى الله عليه وسلم »،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (435).