×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

أما من خالف هذا، وبنى على القبور، فهذا شره على نفسه، هو الذي يتولى جزاء عمله يوم القيامة، فالحمد لله أن الله صان قبر نبينا صلى الله عليه وسلم، وحماه، ولم يحصل عنده ما يحصل عند القبور؛ حيث إنه دفن صلى الله عليه وسلم في حجرته بين الجدران، ولا يراه أحد، ومصون، وعنده حماية يمنعون الناس من مظاهر الشرك، وجزى الله هذه الدولة خير الجزاء؛ حيث إنها حافظت على قبره صلى الله عليه وسلم، وجعلت عنده من الحرس ومن الرجال من يمنعون المخرفين من أن يفعلوا عند قبره ما يفعل عند القبور الأخرى، هذا من تيسير الله سبحانه وتعالى، واستجابته لدعوة نبيه؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ»، ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله:

فأجاب رب العالمين دعاءه  *** وأحاطه بثلاثة الجدرانِ

حتى اغتدت أرجاؤه بدعائه *** في عزة وحماية وصيانِ

هذا من آيات الله عز وجل، استجابته لدعوة رسوله صلى الله عليه وسلم، فالناس الذين يحصل عندهم شيء من الكلمات، هذا ليس عند القبر، هذا في المسجد، يحصل منهم هذا الشيء في المسجد، وليس عند القبر، القبر ما يصل إليه أحد؛ دونه الجدران والأغلاق، لا أحد يصل إليه، وإنما إن حصل شيء من بعضهم، فهو في المسجد.


الشرح