×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

اليهود والنصارى والصابئين، قال تعالى: ﴿وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ [الحج: 40]، صوامع للرهبان، ﴿لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ [الحج: 40]، ذكر المتعبدات، والصوامع للرهبان، والبيع لليهود، وتكون للنصارى أيضًا، والصلوات عامة لمتعبدات الكفار، والمساجد خاصة بالمسلمين: ﴿لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ، ذلك لأنه لا يجوز هدم محلات العبادة، وإن كانت للنصارى واليهود وللمسلمين، وما يجوز هدم المتعبدات وأمكنة العبادة التي يعبد فيها الله جل وعلا، ولو كان يحصل فيها شيء من المخالفة والشرك، هذه المتعبدات الأصلية، أما المتعبدات المبتدعة - كالمشاهد على القبور -، هذه تهدم، لأنها تؤدي إلى الكفر في الإسلام، ولم يأذن بها الشرع، المتعبدات المحدثة تهدم، أما المتعبدات القديمة لأهل الملل، هذه لا يتعرض لها.

«يُقَالُ لَهَا: مَارِيَةُ»، أو ماريّة بالتشديد.

«فَذَكَرَتَا مِنْ حُسْنِهَا وَتَصَاوِيرَ فِيهَا»؛ ذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم وما فيها من الصور وما فيها من النقوش والمبالغات، ذكرتا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم.

«فَرَفَعَ رَأْسَهُ صلى الله عليه وسلم »، هذا من باب الاهتمام بهذا الأمر ونصحه للأمة صلى الله عليه وسلم، مع أنه مريض، وقد اضطجع من شدة المرض، ومع هذا رفع رأسه صلى الله عليه وسلم.

«وَقَالَ: «أُولَئِكِ»» خطاب للأنثى؛ لأن الذي تخاطبه أنثى.

«إِذَا مَاتَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا»؛ أي: متعبدًا.


الشرح