قوم إبراهيم وقعوا
في الشرك بسبب التماثيل - الصور - التي ينحتونها ويعبدونها، بنو إسرائيل وقعوا في
الشرك بسبب العجل، الذي صوره لهم السامري، فقال: هذا إلهكم وإله موسى، فعبدوه،
ولذلك حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم، حذر من التصوير غاية التحذير؛ لأنه وسيلة
إلى الشرك، ولا ينظر إلى الجيل الحاضر، وأنه متعلم ويعرف، متعلم التوحيد، وأنه ما
يتوقع منه الشرك في الصور؛ لأنه يأتي أجيال جهلة، فيعظمون هذه الصور، ويعبدونها من
دون الله عز وجل، وهذا تكرر في الأمم السابقة، ومن الذي يأمن هذا الخطر العظيم؟
والإسلام جاء بسد الذرائع والوسائل التي تفضي إلى الحرام، والشرك أعظم المحرمات،
فيجب التنبه لهذا، ففيه تحريم التصوير، وأنه سبب للشرك.
«أُولَئِكِ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا»، فيه تحريم الغلو في الصالحين، الغلو في الصالحين من الأنبياء والعلماء والعباد يحرم الغلو فيهم، نحن نحب الصالحين، ونقتدي بهم، ونثني عليهم، وندعو لهم، ونستغفر لهم، لكن لا نغلو في حقهم، ولا نجعل لهم شيئًا من الألوهية، أو نعتقد فيهم أنهم ينفعون أو يضرون، هذا لله عز وجل، وليس لغيره، فالذين يصنعون التماثيل، وينصبونها على المجالس، أو الصور المعلقة المرسومة، أو الملتقطة بالآلة الفوتوغرافية، وتجعل في البراويز، وتعلق، هذا داخل في التحريم والوعيد الشديد، وهو عمل بني إسرائيل تمامًا، وعمل قوم نوح، فلماذا نغالط أنفسنا، وهذا يحرمه ديننا، ويحاربه غاية المحاربة؟ إلاَّ التقليد