×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

رسول الله، لكن عنده بعض المخالفات التي دون الشرك ودون الكفر، هذا يحكم بإسلامه، ويعتبر ناقص الإيمان، فيعامل معاملة ناقص الإيمان، تقام عليه الحدود في الجرائم، التي رتب عليها حدود، ويعزر في التي ليس فيها حدود، لكنه مسلم، أما الذي لا يعتني بالعقيدة، ولا يقيم العقيدة، فهذا لا فائدة من أعماله، ولو أنه أتى بجميع الأعمال، وما ترك شيئًا من الأعمال، إلاَّ جاء به، لكن عنده شرك، هذا ما فيه فائدة، وما تقبل أعماله، ولا تصح أعماله، وليس لها قيمة فهي هباء منثور ﴿كَرَمَادٍ ٱشۡتَدَّتۡ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوۡمٍ عَاصِفٖۖ [إبراهيم: 18]، عمله حابط، بخلاف الموحد الذي نقص في الالتزام، هذا أعماله صحيحة، وعمله مقبول، ولكن الذنوب التي دون الشرك هذه تحت المشيئة؛ إن شاء الله غفرها له، وإن شاء عذبه بها، ومرده إلى الجنة، ينبغي معرفة هذا، والرسول صلى الله عليه وسلم أمر معاذًا أن يبدأ بالتوحيد، وهذه بداية الرسل كلهم، كل رسول أول ما يبدأ يقول لقومه: ﴿يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ [المؤمنون: 23]، أول ما يبدأ الرسول من الرسل -ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم -، أول ما بدأ بالدعوة إلى التوحيد؛ وترك عبادة الأصنام، وبقي في مكة ثلاث عشرة سنة يدعو إلى التوحيد، ولم تفرض عليه الصلاة إلاَّ في آخر السنوات التي أقامها في مكة، وبقية الأعمال لم تفرض إلاَّ بعد الهجرة، لما استقرت العقيدة.

فالبداية تكون في العقيدة، وهذا الرسول صلى الله عليه وسلم يوجه معاذًا إلى هذا: «فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ»، انظر: أول ما تدعوهم إليه أن يشهدوا


الشرح