وهو الإخلاص لله عز
وجل بالعبادة، وترك الشرك، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وترك البدع
والمحدثات، هذا معنى الشهادتين، هو ليس مجرد لفظ يقال، ويبقى الإنسان على ما هو عليه
من العقائد والعادات الباطلة، لا بد أن يتحول إلى معنى الشهادتين ومدلول
الشهادتين، ويلتزم بذلك.
«فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ»، هذا دليل على أنه يبدأ بالعقيدة والتوحيد، ودليل على أن الداعية والدعاة يبدؤون بالتوحيد وإصلاح العقيدة، عكس الذين يهملون التوحيد، ويشتغلون بالأمور الأخرى؛ من الأخلاق، ومن العبادات والأذكار، وما أشبه ذلك، ولا يهتمون بالتوحيد، ولا يعلمون الناس العقيدة الصحيحة، ولا ينهونهم عن الشرك وعن البدع، بل يتركون كلاً على ما هو عليه، ويطلبون منه فقط أن يترك الربا، ويترك الزنا، ويترك الخمر، ويترك، ويترك...، لكن كونه يدعو غير الله، يستغيث بالأموات، يذبح للأموات، هذا ما يتعرضون له. هذا خلاف دعوة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -، الأنبياء أول ما يدعون، يدعون بإصلاح العقيدة؛ لأنه لا تفيد الأعمال بدون العقيدة الصحيحة، ولا تصح الصلاة، ولا الزكاة، ولا الصيام، ولا الحج، ولا جميع الأعمال، إلاَّ بعد تصحيح العقيدة، فإذا صحت العقيدة، صحت بقية الأعمال المبنية عليها، وحتى لو صحت العقيدة، وسلم الإنسان من الشرك، وكان عنده خلل في المعاصي والمخالفات، التي دون الشرك، فهذا يكون مؤمنًا ناقص الإيمان، والمؤمن ما دام أنه مستقيم على العقيدة، ويعبد الله، ولا يشرك به شيئًا، ويشهد: أن محمدًا