×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ [المائدة: 51]، فيجب معرفة هذا الأمر؛ لأنه لبس على الناس الآن في أنه يسع اليهود والنصارى البقاء على عقيدتهم، نعم يسعهم البقاء على عقيدتهم إذا خضعوا للإسلام، وأدوا الجزية، أما إذا بقوا على عقيدتهم على أنها عقيدة صحيحة، وأنها دين صحيح يعادل الإسلام، فهذا كفر بالله عز وجل وإلحاد، ولا يقول هذه المقالة مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر.

«إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ، فَادْعُهُمْ»؛ يدعوهم وهم أهل كتاب، ولهذا قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعليقًا على هذا الحديث، قال: فيه دليل على أن العلماء يحتاجون إلى الدعوة. العلماء يحتاجون إلى أن يدعوا، إذا ضلوا الطريق وخالفوا العلم، فيدعون إلى الله وهم علماء.

«فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ»، هذا هو الركن الأول من أركان الإسلام، الذي لا يدخل أحد في الإسلام حتى يشهد: أن لا إله إلاَّ الله وأن محمدًا رسول الله، فلو شهد: أن لا إله إلاَّ الله، ولم يشهد أن محمدًا رسول الله، لم يكن مسلمًا، ولو شهد: أن محمدًا رسول الله، ولم يشهد أن لا إله إلاَّ الله، لم يكن مسلمًا، بل لا بد من الإتيان بالشهادتين والنطق بهما، ومعرفة معناها، والعمل بمقتضاها، هو ليس مجرد لفظ يقال، حتى لو شهد: أن لا إله إلاَّ الله وأن محمدًا رسول الله، ولم يعمل بهما، فإنه لا يعتبر مسلمًا، لا بد من النطق بهما، واعتقاد معناهما، والعمل بمقتضاهما،


الشرح