لا يؤمن بهذا الرسول، ولا يتبعه أنه لا يفلح؛ كائنًا من كان، لا مزية لليهود والنصارى على غيرهم، بل إن اليهود والنصارى أولى الناس بأن يتبعوا هذا الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، عندهم العلم، يعرفون هذا الرسول، ويعرفون شريعته، فالواجب عليهم أكثر؛ لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم معاذًا أن يدعوهم إلى الإسلام، فإن أبوا، فإنهم يفرض عليهم الجزية، ويكونون خاضعين لحكم الإسلام: ﴿قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ ٱلۡحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حَتَّىٰ يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ عَن يَدٖ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ﴾ [التوبة: 29]، لا بد أن يبقوا تحت حكم الإسلام، ويؤدوا الجزية مع الذلة والصغار؛ عقوبة لهم، أما أن يقال: الأديان الثلاثة سواء، كلها أديان. لا، ليس هناك إلاَّ دين واحد، دين الرسول صلى الله عليه وسلم، وما عداه فقد نُسِخَ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُْمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلاَ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ»([1])، ولهذا قال جل وعلا: ﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 64]، تبرأ منهم، أما إنه يقول: إنهم إخواننا، وإنه يجب علينا محبتهم. هذا من أكبر الكذب على الله والافتراء على الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (153).