أنهم لا بد أن يتبعوه، ولا يبقوا على دينهم؛ لأن دينه نسخ الأديان، والواجب العمل بالناسخ دون المنسوخ، فيجب عليهم أن ينتقلوا من دينهم إلى دين الإسلام، ودين الإسلام لا يخالف أديان الرسل السابقين في العقيدة والتوحيد وأصول الإيمان، إنما يخالفها في الأحكام العملية؛ أحكام المعاملات والأشياء العملية، أما في العقيدة، فأديان الأنبياء واحدة، كلها تدعو إلى الله، تأمر بالتوحيد، وتنهى عن الشرك، لكن الأحكام العملية تختلف، يحصل فيها نسخ، حتى في شريعة الرسول الواحد فيها ناسخ ومنسوخ، كذلك الشرائع ينسخ بعضها بعضًا، وهذا يكون لمصلحة البشر، إن الله يشرع لكل أمة ما يصلحها ويناسبها، فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم، أنزل الله عليه القرآن والسنة، وشرع له الشريعة الصالحة لكل زمان ومكان، من بعثته صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة، هذه الشريعة الشاملة الباقية الخالدة إلى أن تقوم الساعة، لا تبدل ولا تغير، ولا تنسخ، فيجب على العالم كله اتباعها؛ أهل الكتاب وغير أهل الكتاب، فالذين يقولون: إن اليهود والنصارى على دين صحيح، وإنها كلها أديان صحيحة - الإسلام، واليهودية، والنصرانية -، هذا إلحاد - والعياذ بالله -، كفر بالله، وقول باطل، نعم كانت اليهودية والنصرانية في وقتها دين صالح قبل أن تحرف وتغير في أجلها ووقتها، لكن بعدما بعث محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يسع أحدًا إلاَّ أن يؤمن به ويتبعه: ﴿فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [الأعراف: 157]، حصر الفلاح فيهم، دل على أن الذي