×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

أن لا إله إلاَّ الله وأن محمدا رسول الله، فلو بدأ بالصلاة، وما صح، لو بدأ بالزكاة، بالصوم، بالحج، بالعبادات، وما يصح هذا، ولا هذا منهج الرسل في الدعوة إلى الله عز وجل، يكون هذا معاكسًا لدعوة الرسل، «فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ»، شهادة أن لا إله إلاَّ الله معناها: إفراد الله بالعبادة، وترك عبادة ما سواه، ومعنى شهادة أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم: طاعته، وإتباعه، والعمل بشريعته، وترك البدع والخرافات والمحدثات، التي ما أنزل الله بها من سلطان، كيف تشهد أنه رسول الله ولا تطيعه؟ كيف تشهد أنه رسول الله، وتعبد الله بغير ما جاء به، بما أحدثته أنت، أو أحدثه غيرك؟ هذا إما أنه يبطل شهادة أن محمدًا رسول الله، أو ينقصها.

«فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ»، شهدوا أن لا إله إلاَّ الله وأن محمدًا رسول الله، حينئذ استقامت العقيدة، فيتوجه إلى العمل: «فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ»، هذا دليل على أهمية الصلاة، وأنها تأتي في الترتيب والأهمية بعد التوحيد، وبعد الشهادتين، هذه الصلاة التي هان أمرها على كثير من الناس اليوم ممن يَدَعُون الإسلام، ويشهدون أن لا إله إلاَّ الله وأن محمدًا رسول الله، لكن الصلاة ليس لها قيمة عند كثير منهم اليوم، وهي بهذه المنزلة العظيمة عند الله سبحانه وتعالى، خمس صلوات في اليوم والليلة: صلاة الفجر، وصلاة الظهر، وصلاة العصر، وصلاة المغرب، وصلاة العشاء؛ خمس صلوات في اليوم والليلة، وما زاد عليها من الصلوات، فهو


الشرح