×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 نوافل وتطوع، لكن هذه فريضة لابد منها، أما النوافل، فإنها مستحبة ومطلوبة، لكنها مكملة، أما الذي يأتي بالنوافل، ويترك الفرائض، لا تقبل منه النوافل حتى يؤدي الفرائض أولاً.

«فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً»، هذا محل الشاهد من الحديث في كتاب الزكاة؛ أن الله افترض عليهم صدقة، الزكاة تسمى صدقة: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا [التوبة: 103]، لكنها صدقة واجبة ومفروضة، «تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ»، هذا فيه دليل على أن الزكاة لا تجب إلاَّ على الغني، وهو الذي يملك النصاب، الفاضل عن كفايته، وكفاية من يمونه، الذي يملك نصابًا فاضلاً عن كفايته وكفاية من يمونه، هذا غني، ليس من شرط الغني أن يكون عنده ملايين أو مليارات، لا، إذا ملك شيئًا زائدًا عن كفايته، فهذا غني، أي: بلغ النصاب، وبلغ هذا الفاضل النصاب - وهذا يأتي إن شاء الله -، هذا غني.

«تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ»، دل على أن الفقراء ليس عليهم صدقة واجبة، وإن تصدقوا حسب مقدرتهم، فهذا صدقة مستحبة.

«فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ»، هذا مصرف الزكاة، الزكاة لها ثمانية مصارف، ذكرها الله جل وعلا في القرآن، قال جل وعلا: ﴿إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ [التوبة: 60].


الشرح