×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «العَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالبِئْرُ جُبَارٌ، وَالمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الخُمُسُ»([1]).

 

أولاً: نعرف ما معنى العجماء؟ وثانيًا: معنى جبار؟

العجماء: هي البهيمة، سميت عجماء من العجمة؛ لأنها لا تنطق، هذه العجماء البهيمة.

والجبار معناه: الهدر، معناه ما تلف بسبب هذه الأشياء، وما تلف بسبب البهيمة، وما تلف بسبب السقوط في البئر، وما تلف بسبب السقوط في المعدن، هذا جبار؛ يعني لا ضمان له، هذا معنى الجبار.

ما أتلفته البهيمة على قسمين:

القسم الأول: ما أتلفته بنفسها، بأن رفست شخصًا ومات، أو انكسر، نفحته برجلها أو بيدها، فتضرر، أو مات، هذا ليس فيه ضمان على صاحبها، إلاَّ إذا كان صاحبها معها، أي: إذا كان صاحبها معها، هو الذي يسوقها، أو راكب عليها، أو يقودها، فإنه يجب عليه أن يتعاهدها، وألا يتركها تتلف الناس، أو تضر الناس؛ لأنه معها، أما إذا كانت تمشي وحدها، وليس معها صاحبها، وضربت أحدًا، أو عضته، فإنه لا يضمنها صاحبها، جبار يعني: هدر، هذا معنى الحديث.

النوع الثاني من جناية البهيمة: الزروع؛ إذا أكلت زروع الناس، هذا في حديث آخر فيه: أن على أهل الزروع حفظها في النهار، وعلى أهل الماشية حفظها في الليل، فإن أكلت الزرع في الليل، فإن صاحبها


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1499)، ومسلم رقم (1710).