×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

وليس لهم شبهة إلاَّ أنهم يقولون: إن اختلاف المسلمين في بداية الصيام وفي نهايته يحدث في المسلمين خللاً، نقول: لا، ما يحدث خللاً أبدًا، هل المسلمون يصلون في وقت واحد؟ أجيبوا، ما يصلون في وقت واحد؛ نظرًا لاختلاف الأقطار واختلاف البلاد، هم ما يصلون في وقت واحد، فلماذا الصوم نقول: صوموا في وقت واحد، ونكلفهم شيئًا لم يكلفهم الله جل وعلا به؟! ووحدة المسلمين ما تحصل بالصيام والإفطار، وحدة المسلمين تحصل بالتوحيد والعقيدة الصحيحة، هذا هو الذي يوحد المسلمين، العقيدة الصحيحة وترك العقائد الباطلة، وما فرق المسلمين إلاَّ العقائد الباطلة، والنحل الضالة، هي التي فرقت المسلمين، وما فرقهم الاختلاف في بداية الصيام والإفطار أبدا، هذا موجود من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أمر كوني، وما فرق المسلمين إلاَّ فساد العقيدة والبدع والمحدثات، هي التي فرقت المسلمين، فلماذا لا يكون الاجتهاد منصبًا على هذا الأمر؟ تعقد الندوات والمؤتمرات لإصلاح العقيدة وبيان التوحيد والنهي عن الشرك، لو كانوا صادقين في توحيد المسلمين.

أما إنهم يهتمون بالهلال ورؤية دخول الشهر، وهم يريدون من هذا توحيد المسلمين، هذا لا يوحد المسلمين، ولا يمكن أبدًا، إنما الذي يوحدهم هو العقيدة الصحيحة، وترك النحل الضالة التي فرقت بين المسلمين.


الشرح