×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 ولا يحتاج إلى تكلف، وتشدد في هذا الأمر، فإذًا رمضان يجب صومه بإحدى علامتين، إما رؤية الهلال، وإما إكمال شعبان ثلاثين يومًا إذا لم يُرَ الهلال.

والحديث: فيه رد على الذين يرون وجوب الصيام بالحساب، بناء على الحساب الفلكي، وهي دعوة قائمة اليوم من الجهال ومن المتنطعين، يريدون إلغاء العلامتين اللتين نص عليهما الرسول صلى الله عليه وسلم، ويشككون في رؤية الهلال، ويجلبون بخيلهم ورجلهم، ويعقدون المؤتمرات والندوات، يريدون أن يعمل المسلمون بالحساب، والحساب عمل بشري يخطئ ويصيب، وأيضًا الحساب لا يعرفه كل أحد، لا يعرفه إلاَّ بعض الناس، وفي إحالة الناس عليه حرج للأمة، الرسول صلى الله عليه وسلم يسر لنا، قال: «فَلاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا العِدَّةَ ثَلاَثِينَ»، هذا شيء واضح، ما يحتاج إلى تكلف، ففي دعوتهم إلى العمل بالحساب الفلكي مصادمة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ»، الحديث واضح، الذي يلغي هذا، ويقول: لا، نعمل بالحساب، هذا مخالف لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويريد أن يكلف الأمة حرجًا؛ لأن عمل الحساب يخطئ ويصيب؛ عمل بشري، وأيضًا ما كل الناس يعرفون الحساب، وما يعرفه إلاَّ الفلكيون، فالرسول صلى الله عليه وسلم أحالنا على شيء واضح، ليس فيه تكلف، وليس فيه اختلاف أبدًا، فلماذا نضيق على أنفسنا، ونلزم الأمة شيئًا لم يلزمهم به الله ولا رسوله؟!


الشرح