×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

المتساهلين في دينهم، يسهرون، فإذا أرادوا النوم، تسحروا، ولو نصف الليل؛ لأنهم ما يريدون القيام لصلاة الفجر، هؤلاء خالفوا السنة، وضيعوا الواجب، وهو القيام لصلاة الفجر.

فهذا الحديث: فيه فضل أكلة السحور، وفيه أن السحور يؤخر إلى أن يطلع الفجر، قال الله عز وجل: ﴿فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ [البقرة: 187]، فجعل آخر موعد للأكل والشرب هو تبين الفجر، ففيه الحث على تأخير السحور، وفيه النهي أن الإنسان يصوم بدون أكلة سحور؛ لأن هذا يضعفه عن العبادة، ولأنه يخالف السنة التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «تَسَحَّرُوا»، فإذا ترك السحور، وقال: ما أنا بحاجة إلى السحور. فهذا خالف السنة، يأكل ولو شيئًا يسيرًا، ولو جرعة ماء، ولو تمرة، ولو شيئًا يسيرًا من أجل العمل بالسنة، ليس بلازم يقول: أنا ما أشتهي الطعام. نقول: كُلْ ولو شيئًا يسيرًا، إن كان تشتهي الطعام، الحمد لله، كُلْ حتى تشبع، وإن كنت ما تشتهي الطعام، فاعمل بالسنة، كُلْ ولو يسيرًا، ولو شربة ماء، أو قهوة، أو شاي، أو أي شيء، أما إنك تبقى بدون تناول شيء، تبقى بدون أن تتناول شيئًا عند السحر، هذا خلاف السنة.


الشرح