حينئذ يتعين القضاء؛
لأنه ضاق الوقت؛ مثل: الصلاة وقتها موسع، لكن إذا ضاق وقتها، تعين فعلها قبل أن
يخرج الوقت، وكذلك قضاء رمضان إذا ضاق الوقت، ولم يبق إلاَّ قدر الأيام التي على
المسلم، فإنه يتعين عليه القضاء، بحيث لا يدركه رمضان جديد وعليه قضاء، إلاَّ إذا
كان معذورًا، وما يستطيع القضاء، حتى دخل عليه رمضان الجديد، فهذا يصوم الشهر
الجديد، ويقضي ما عليه من رمضان القديم بعدما ينتهي الشهر، وليس عليه شيء غير
القضاء، أما إذا أخر القضاء لغير عذر، حتى أدركه رمضان، فإنه يصوم رمضان الحاضر،
وإذا انتهى يقضي ما عليه من رمضان الماضي، ويكفر.
أفتى الصحابة رضي
الله عنهم بأنه يكفر عن كل يوم إطعام مسكين عن التأخير، فيقضي، ويكفر.
القضاء لا يسقط عنه
في حال من الأحوال، وهو يستطيعه، ويجب عليه مع القضاء إطعام مسكين؛ لأنه مفرط في
تأخيره، أما إذا كان معذورا بين الرمضانين، فإنه يكفي القضاء، وليس عليه كفارة.
وعائشة رضي الله عنها كانت تؤخر القضاء إلى أن لا يبقى قبل رمضان إلاَّ قدر الأيام التي عليها، وقد بينت السبب في هذا التأخير، قالت: «لِمَكَانِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم»([1])؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأتيها، ويحتاج إلى أن تخدمه، وإلى أن يستمتع بها، وكان يحبها حبًّا شديدًا رضي الله عنها، ولذلك احتاجت إلى تأخير القضاء من أجل أن تتفرغ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1146).