×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

والإفطار عند غروب الشمس عند بداية الليل، وبداية الليل تحصل بغروب الشمس، فيستحب للصائم أن يؤخر السحور، ولا ينتهي سحوره إلاَّ بطلوع الفجر، هذا هو السنة، وأن يعجل الفطر إذا تحقق من غروب الشمس؛ إما برؤية، أو بغلبة ظن، أو إخبار ثقة أن الشمس قد غربت؛ لأنه إذا غربت، بدأ الليل، ولا يجوز الزيادة على المشروع، فما دام الناس متمسكين بهذه السنة، وهي تأخير السحور وتعجيل الفطر، فهم بخير؛ لأن التمسك بالسنة خير، وإذا خالفوا هذه السنة فقدموا السحور قبل الفجر، وأخروا الإفطار بعد غروب الشمس، فهذا بدعة، والبدع شر: «شَرُّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا»([1])؛ كما قال صلى الله عليه وسلم، وقد حدث هذا؛ فإن الخوارج والشيعة لا يفطرون حتى تشتبك النجوم، وما يفطرون عند غروب الشمس حتى تشتبك النجوم، ويظلم الجو، وهذا من الغلو - والعياذ بالله - مخالفة السنة، فمن ترك السنة، وقع في الشر، ومن تمسك بالسنة، فإنه يحصل له الخير.

فهذا فيه: الحث على لزوم السنة، وأن فيه الخير.

وفيه: التحذير من البدعة، وأنها شر، ولا يقال: هذا زيادة خير، وهذا زيادة عبادة. لا. هذا زيادة شر؛ لأنه بدعة، «شَرّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا»، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»([2])؛ يعني مردود عليه، وليس هذا بطاعة، وإنما هو معصية، وإن كان أصحابه يزعمون أنه طاعة وأنه زيادة خير، فهو شر.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (867).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (1718).