×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

«لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ»، لا يزال أمر هذه الأمة على خير ما دامت متمسكة بالسنة في الصيام والإفطار وفي غيرهما، فإن التمسك بالسنة خير، والأخذ بالبدعة شر أيًّا كانت، دون نظر إلى نية صاحبها، فإنها شر ومعصية، وليست عبادة لله عز وجل، وهي تبعد صاحبها عن الله، وتوجب عليه الإثم، فلا خير في البدع مهما كانت.

والذين يفرقون بين البدع، ويقولون: هناك بدعة حسنة. هؤلاء كذبة يكذبون على الله وعلى رسوله؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»([1])، وهم يقولون: لا، ليست كل بدعة ضلالة، بل هناك بدعة حسنة. فنقول: كذبتم، ليس هناك بدعة حسنة، بل كل البدع ضلالة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»، والشاعر يقول:

وخير الأمور السالفات على الهدى *** وشر الأمور المحدثات البدائع

 المحدثات البدائع شر الأمور؛ أخذًا من الحديث «شَرَّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا».

فهذا الحديث فيه: الحث على تأخير السحور، وأنه تستمر إباحة الأكل والشرب إلى أن يطلع الفجر، وأن الإفطار يحل عند غروب الشمس، وهو سقوطها في الأفق، علامة الغروب إقبال الليل من المشرق، أما لو أن الشمس غابت في جبل أو في مبني، أو في مرتفع


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).