×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ»([1]).

 

من الأرض، هذا ليس غروبًا؛ لأنه لا يظهر الليل من المشرق؛ يعني: الليل وما يظهر من المشرق إلاَّ إذا غربت في الأفق، أما إذا غربت في مرتفع، فإن الليل ما يأتي من المشرق، الرسول صلى الله عليه وسلم أعطانا علامتين، قال: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ»([2]).

نعم، هذا هو الحد الفاصل، بينه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي قبل: «لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ»([3])، متى يحصل الفطر؟ الرسول صلى الله عليه وسلم وضع علامة واضحة، وهي غروب الشمس في الأفق، وعلامة غروبها أن يقبل الليل من المشرق، فإذا اجتمعت العلامات الثلاث؟ «أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا»؛ يعني: من المشرق، «وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا»؛ يعني: من المغرب، «وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ»؛ يعني: انتهى الصيام، سواء أكل أو شرب، أو لم يأكل، انتهى الصيام، فلو امتنع من الأكل والشرب بعد الغروب، ما له أجر، ولا يعتبر صائمًا، انتهى الصيام، ليس له أجر، وإذا اعتقد هذا وقصده، يكون آثمًا - والعياذ بالله -؛ لأنه مبتدع.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1954)، ومسلم رقم (1100).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (1954)، ومسلم رقم (1100).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (1957)، ومسلم رقم (1098).