×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

هي العزيمة، فمثلاً المسافر إذا صام، فقد أخذ بالعزيمة، وإذا أفطر، فقد أخذ بالرخصة، والأخذ بالرخصة عند الحاجة أفضل؛ لأن الله يحب التيسير على عباده: ﴿مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجۡعَلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ حَرَجٖ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمۡ وَلِيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ [المائدة: 6]، ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ [الحج: 78]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خير بين أمرين اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما، اختار الأيسر، ما لم يكن الأخذ بالأيسر فيه إثم، فإنه يتركه، ولهذا قال: «عَلَيْكُمْ بِرُخْصَةِ اللهِ»، هذا حث على الأخذ بالرخص الشرعية عند الحاجة إليها، وأنه أفضل من الأخذ بالعزيمة، أما الذي يتتبع الرخص من غير حاجة، فهذا مذموم، والذي يأخذ بأقوال العلماء التي يهواها وتوافق هواه تشهيا، هذا يخشى عليه من الضلال، ولهذا يقول العلماء: من تتبع الرخص تزندق، الذي دائمًا يحرص على الأخذ بالأقوال التي تصلح لهواه وتوافق هواه، هذا مذموم، أما الذي يأخذ بالأقوال الصحيحة، التي يدل عليها الدليل، وفيها تيسير عليه، وهي عليها دليل من كتاب الله وسنة رسوله، فهذا غير مذموم.


الشرح