عن عائشة رضي الله عنها، قالت:
«كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ
أَقْضِيَ إلاَّ فِي شَعْبَانَ»([1]).
والرفاق في السفر،
كما يدل على فضيلة خدمتهم والقيام بمصالحهم، وأن هذا فيه أجر؛ لأنه من التعاون على
البر والتقوى وبذل المعروف ومساعدة المحتاج.
من جملة الأعذار التي يفطر من أجلها في رمضان بالنسبة للمرأة الحيض والنفاس، فالحائض والنفساء يجب عليهما الإفطار، ولا يصح منهما الصيام ولا الصلاة، والمسافر يباح له الإفطار، أما الحائض والنفساء، فيجب عليهما الإفطار، ولا يصح منهما الصيام؛ لأن الصوم مع الحيض يضعف المرأة؛ لأنها يخرج منها الدم الذي فيه حياتها ونشاطها، يخرج منها الدم الذي به غذاء جسمها، فإذا اجتمع الصيام مع خروج الدم، تحصل المشقة العظيمة، ومن رحمة الله جل وعلا أنه أوجب الإفطار على الحائض، ومنعها من الصوم، ولو صامت، لم يصح صومها، وأيضًا وضع عنها الصلاة، فلا تصلي مدة الحيض، فإذا انقضت الحيضة، فإنها تقضي الصيام، ولا تقضي الصلاة؛ لأن الصلاة تتكرر في اليوم والليلة، فلو وجب عليها القضاء، فقد تكون فاتها أيام كثيرة، شق عليها قضاء الصلوات، أما الصيام، فإنه لا يتكرر، وقضاؤه ميسر، ولذلك وجب عليها قضاء الصيام دون قضاء الصلاة، وهذا بإجماع أهل العلم، لم يخالف فيه إلاَّ زمرة من الخوارج، يوجبون على الحائض أن تقضي الصلاة، وهذا ضلال - والعياذ بالله -؛
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1950)، ومسلم رقم (1146).