كل هذا وقت للوتر،
من بعد صلاة العشاء وسنتها إلى أن يطلع الفجر، كل هذا وقت للوتر، ومن كل الليل
أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتهى وتره إلى السحر، لكن الأفضل لمن يثق من
قيامه آخر الليل أن يؤخر الوتر إلى آخر الليل، ويصلي ما تيسر له من التهجد، ثم يختم
صلاته بالوتر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ
بِاللَّيْلِ وِتْرًا»([1])، أما من لا يثق
بقيامه، فإنه يوتر قبل أن ينام؛ لئلا ينام عن الوتر، يوتر قبل أن ينام، وبهذا أوصى
الرسول صلى الله عليه وسلم أبا هريرة؛ لأن أبا هريرة كان يسهر الليل، على حفظ
الحديث - حفظ السنة -، وكان إذا نام من آخر الليل، لا يقوم إلاَّ لصلاة الفجر،
فلذلك أوصاه صلى الله عليه وسلم أن يوتر قبل أن ينام؛ محافظة على الوتر، فالذي لا
يثق من قيامه آخر الليل يوتر قبل النوم، وإن قدر أن يقوم آخر الليل، فإنه يصلي وما
تيسر له، ويكتفي بالوتر الأول، لا يكرر الوتر، يكتفي بالوتر الأول؛ لأن النبي صلى
الله عليه وسلم نهى عن وترين في ليلة، يكتفي بالوتر الأول، هذه مسألة.
المسألة الثالثة: أوصاه بركعتي الضحى، سنة الضحى أو صلاة الضحى سنة مؤكدة - أيضًا -، صلاة الضحى سنة مؤكدة، ووقتها من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى أن تتوسط الشمس فوق الرؤوس، عند الظهيرة، كل هذا وقت لصلاة الضحى، وكلما تأخرت، أفضل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «صَلاَةُ الأَْوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ»([2])؛ يعني حين تقع
([1]) أخرجه: البخاري رقم (472)، ومسلم رقم (749).