عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ فِي الجَاهِلِيَّةِ
أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً - وفي رواية: يومًا - فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ، قَالَ:
«فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ»([1]).
ولم يذكر بعض الرواة يومًا ولا
ليلةً.
هذا عمر بن الخطاب
رضي الله عنه يستفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه نذر أن يعتكف ليلة أو
يومًا في المسجد الحرام، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «فَأَوْفِ
بِنَذْرِكَ»، النذر هو أن يلتزم عبادة لله عز وجل، لم تجب عليه بأصل الشرع؛
كأن ينذر أن يصلي، أو يصوم، أو يحج، أو يعتمر، أن ينذر عبادة مشروعة، لم تجب عليه
بأصل الشرع.
والنذر - كما قال النبي صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَأْتِي بِخَيْرٍ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ»([2])، فالأولى أن الإنسان لا ينذر، وجاء في بعض الروايات: لا ينذر بالنهي؛ لأن الإنسان يورط نفسه بشيء له منه سعة، إذا كان عنده رغبة في الخير، فيفعل الخير بدون نذر، أما الذي لا يفعل الخير إلاَّ بالنذر، فهذا هو البخيل، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لاَ يَأْتِي بِخَيْرٍ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ»، الذي لا يفعل العبادة إلاَّ بالنذر، وأيضًا قد يحرج نفسه، وكثيرًا ما يقع الآن أسئلة: واحد نذر أنه يصوم الدهر، واحد نذر أنه يصوم عشر سنين، واحد نذر أن يصوم سنة، واحد نذر أنه يتصدق بمليون، وهو ما عنده شيء، واحد نذر أنه يتصدق بنصف
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2032)، ومسلم رقم (1656).