وَإِذَا شَكَّ فِيْ
طَهَارَةِ الْمَاءِ، أو غَيْرِهِ، أو نَجَاسَتِهِ، بَنَى عَلى الْيَقِيْنِ، وَإِنْ
خَفِيَ مَوْضِعُ النَّجَاسَةِ مِنَ الثَّوْبِ أو غَيْرِهِ، غَسَلَ مَا يَتَيَقَّنُ
بِهِ غَسْلَهَا، وَإِنِ اشْتَبَهَ مَاءٌ طَاهِرٌ بِنَجِسٍ، وَلَمْ يَجِدْ
غَيْرَهُمَا تَيَمَّمَ وَتَرَكَهُمَا، وَإِنِ اشْتَبَهَ طَهُوْرٌ بِطَاهِرٍ
تَوَضَّأَ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، وَإِنِ اشْتَبَهَتْ ثِيَابٌ طَاهِرَةٌ
بِنَجِسَةٍ، صَلَّى فِيْ كُلِّ ثَوْبٍ صَلاةً بِعَدَدِ النَّجِسِ، وَزَادَ صَلاةً.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «وَإِذَا شَكَّ فِيْ طَهَارَةِ الْمَاءِ»،
عرفنا الماء الطهور، والماء غير الطهور، والماء النجس وما خالطته نجاسة، فغيرت أحد
أوصافه، هذا بالإجماع ينجس.
إنسان أراد أن
يتوضأ، وعنده إناءان فيهم الماء؛ واحد طهور، وواحد نجس، وما يدري أيهم الطهور
ليستعمله، أو عنده ماء طهور وماء طاهر، ما يدري أيهم، ماذا يعمل؟ إن استعمل
الاثنين ما تيقن أنه استعمل الطهور، ما يدري أيهم! فهذا يتيمم، يتجنبهما كلاهما
الاثنين، ويتيمم؛ لأنه كالفاقد للماء.
قوله رحمه الله: «وَإِذَا شَكَّ فِيْ طَهَارَةِ الْمَاءِ، أو غَيْرِهِ»، أو ثوب مثلاً، ثوب نجس أو طاهر، اشتبه شيء طاهر بشيء نجس، ولا يدري أيهم، لأن النجاسة ليس لها لون على الثوب، أو على الإناء، فهذا يبني على اليقين؛ لأن اليقين لا يزول بالشك، فإن كان في الأصل طهورًا، فهو باقٍ على طهوريته وإن كان الأصل فيه أنه نجس، فهو نجس، يبقى على نجاسته؛ لأن اليقين لا يزول بالشك، فلا يزول يقين النجاسة بالشك في الطهارة، ولا يزول يقين الطهارة بالشك في النجاسة، ما يزول الأصل.