وقيل: سبع غسلات، والصحيح: أنه يغسل حتى يجزم بزوال النجاسة، دون تحديد
عدد.
قوله رحمه الله: «مُنْقِيَةٌ»؛ يعني: بحيث لا يبقى أثر
للنجاسة؛ لا لون، ولا طعم، ولا رائحة.
قوله رحمه الله: «فَإِنْ كَانَتْ عَلَى الأَرْضِ»، إذا
كانت النجاسة على الأرض، البول، أو الغائط؟ لا، البول فقط، البول على الأرض، هذه
النجاسة سائلة، تبول واحد على الأرض التي صلى فيها، ماذا يعمل؟ أيغسلها سبع مرات؟
ما يمكن أن يغسلها، بل يصب عليها ماء فقط؛ ماء كثيرًا، ويترك.
والدليل على ذلك: أن أعرابيًّا بال في طائفة المسجد، وفيه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ لأن الأعراب ما يدرون، جهلة، وعادتهم أنهما ما يبعدون بالبول، لما جاءه البول وهو عند الرسول صلى الله عليه وسلم وعند الصحابة رضي الله عنهم، دخل المسجد، وبال فيه؛ حسب نفسه بالصحراء، همَّ به الصحابة رضي الله عنهم؛ ليوقعوا به، استنكروا هذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «دَعُوهُ»، فتركوه حتى أكمل بولته، ثم أمر صلى الله عليه وسلم بذنوب من ماء؛ يعني: دلوًا من ماء، وصبه عليه، واستدعى الأعرابي وقال له: «إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لاَ تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ، وَلاَ الْقَذَرِ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللهِ عز وجل، وَالصَّلاَةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ» ([1])، وعلَّمه صلى الله عليه وسلم، فانظروا إلى حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم، ورفقه بالجاهل، وحُسن تعليمه صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (285).