والسوائل كثيرة، وإن كانت
طاهرة، لكن لا يتطهر بها؛ لأنها ليست ماء، والله جل وعلا إنما خص الماء، ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيۡكُم مِّنَ
ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ لِّيُطَهِّرَكُم بِهِۦ﴾ [الأنفال: 11]، ﴿وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ
مَآءٗ طَهُورٗا﴾ [الفرقان: 48].
فجميع المائعات
والسوائل لا يتطهر بها من الحدث، وكذلك لا تطهر النجاسة، إذا غُسلت بها.
قوله رحمه الله: «خُلِقَ الْمَاءُ طَهُوْرًا»، هذا الأصل،
الأصل أنه طهور، لكن قد يحدث له شيء يسلبه الطهورية.
قوله رحمه الله: «يُطَهِّرُ مِنَ الأَحْدَاثِ وَالنَّجَاسَاتِ»،
ما الفرق بين الأحداث والنجاسات؟
الأحداث: هي نواقض الوضوء
من بول، وغائط، وغير ذلك، البول، والغائط، والنوم نواقض الوضوء، تسمى بالأحداث،
وهذه الأحداث ترفع بالطهارة بالماء، ترفع بالتطهر بالماء، هذه الأحداث.
وأما النجاسة: فهي ما يطرأ على
الشيء الطاهر من ثوب، أو بقعة، أو بدن ما ينجسه من مادة نجسة، والمادة النجسة إذا
أصابت البدن، أو الثوب، أو البقعة، تنجس موضعها، ولا تسمى حدثًا.
الحدث يكون بالبدن
كله؛ يعني: يتصف به البدن كله، أما النجاسة، فإنما يتأثر بها الموضع الذي أصابته،
وكلا «الحدث والنجس» يُطهر بالماء.
قوله رحمه الله: «فَلا تَحْصُلُ الطَّهَارَةُ بِمَائِعٍ غَيْرِهِ» من السوائل، وإن كانت طاهرة في نفسها، لكنها لا تطهر، لا من الحدث، ولا من النجاسة.