وَلا يَدْخُلُهُ بِشَيْءٍ فِيْهِ اسْمُ اللهِ تَعَالَى إِلاَّ مِنْ حَاجَةٍ
([1])، وَيَعْتَمِدُ فِيْ
جُلُوْسِهِ عَلَى رِجْلِهِ الْيُسْرَى، وَإِنْ كَانَ فِي الْفَضَاءِ، أَبْعَدَ
وَاسْتَتَرَ، وَيَرْتَادُ لِبَوْلِهِ مَوْضِعًا رَخْوًا، وَلا يَبُوْلُ فِيْ
ثُقْبٍ وَلا شَقٍّ، وَلا طَرِيْقٍ وَلا ظِلٍّ نَافِعٍ، وَلا تَحْتَ شَجَرَةٍ
مُثْمِرَةٍ.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «وَلا يَدْخُلُهُ بِشَيْءٍ فِيْهِ اسْمُ
اللهِ تَعَالَى إِلاَّ مِنْ حَاجَةٍ»، ومن آداب دخول الخلاء أنه «لا يَدْخُلُهُ بِشَيْءٍ فِيْهِ» ذكر
الله عز وجل، شيء مكتوب عليه أذكار أو قرآن، يكره أن يدخله به، بل يدعه، أو يجعله
في مكان مخصوص، فإذا خرج، أخذه، ولا يدخله إلا لحاجة، إذا خشي عليه من السرقة، خشي
علي من الضياع، فلا بأس أن يدخله، ولكن يخفي ما فيه ذكر الله، يخفيه في جيبه.
قوله رحمه الله: «وَيَعْتَمِدُ فِيْ جُلُوْسِهِ عَلَى
رِجْلِهِ الْيُسْرَى»، من آداب قضاء الحاجة: أنه حال قضاء الحاجة يعتمد على
رجله اليسرى؛ لأن الرجل اليسرى تستعمل لإزالة الأذى، ولا يعتمد على اليمنى.
قوله رحمه الله: «وَإِنْ كَانَ فِي الْفَضَاءِ، أَبْعَدَ وَاسْتَتَرَ»، هذا إذا كان يريد قضاء الحاجة في مكان معد لذلك كالحمامات، وإن كان في فضاء ليس فيه بنيان، فإنه يبعد عن الناس، ويطلب شيئًا يواريه عن الناس؛ من شجرة، أو جدار، أو غير ذلك، ولا يقضي حاجته عند الناس.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (19)، والترمذي رقم (1746)، وابن ماجه رقم (303).