قوله رحمه الله: «وَإِنْ كَانَ فِي الْفَضَاءِ، أَبْعَدَ وَاسْتَتَرَ»؛ لأن النبي صلى
الله عليه وسلم كان إذا أراد قضاء الحاجة وهو في الفضاء يذهب ويبعد، إذا ذهب أبعد
المذهب صلى الله عليه وسلم ([1])؛ فيتوارى عن الناس،
ويستتر بشجرة، أو بحائط، أو بمرتفع، ويستتر يعني: يسدل ثوبه على عورته، ولا يرفع
ثوبه؛ فتبدو عورته.
قوله رحمه الله: «وَيَرْتَادُ لِبَوْلِهِ مَوْضِعًا رَخْوًا»،
كذلك من آداب قضاء الحاجة أنه يختار الموضع الهش من الأرض؛ ليتبول عليه؛ لئلا
يتطاير عليه رشاش البول، فلا يتبول على صخرة، أو على موضع قاس؛ لأنه يتطاير عليه
البول، فيقصد مكانًا رخوًا من الأرض - يعني: هشًّا - بحيث إن البول لا يؤذيه.
قوله رحمه الله: «وَلا يَبُوْلُ فِيْ ثُقْبٍ وَلا شَقٍّ»،
يكره أن يبول في شقٍّ من الأرض - وهو الصدع - أو جُحر من جحور الحشرات؛ لأن هذه
مواطن الجن، ربما إذا بال في شق أو في جُحر أنه يصيبه الجن، فيبتعد عن الشقوق،
والصدوع، والجحور ([2]).
قوله رحمه الله: «فِيْ ثُقْبٍ»، ما الفرق بين الشق
والثقب؟ الشق هو الصدع في الأرض، وأما الثقب، فهو جحر الحشرات.
قوله رحمه الله: «وَلا يَبُوْلُ فِيْ ثُقْبٍ وَلا شَقٍّ، وَلا طَرِيْقٍ»، يحرم عليه أن يبول في قارعة الطريق؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا الْمَلاَعِنَ الثَّلاَثَةَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالظِّلِّ» ([3])، البول في الموارد،
([1]) أخرجه: بهذا اللفظ: الطبراني في الكبير رقم (1064).