وَيُسَنُّ السِّوَاكُ
عِنْدَ تَغَيُّرِ الْفَمِ، وَعِنْدَ الْقِيَامِ مِنَ النَّوْمِ، وَعِنْدَ
الصَّلاةِ؛ لِقَوْلِ رَسُوِلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم «لَوْلا أَنْ أَشُقَّ
عَلَى أُمَّتِيْ لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ» ([1])، وَيُسْتَحَبُّ فِيْ
سَائِرِ الأَوْقَاتِ إلاَّ لِلصَّائِمِ بَعْدَ الزَّوَالِ.
**********
الشرح
الوضوء له سنن:
منها: الغسل ثلاثًا
ثلاثًا للأعضاء؛ الوجه، واليدين، والرجلين، الثلاث سنة، والواجب غسله واحدة؛ تعم
جميع العضو.
ومنها: التيامن، البداءة
في الأعضاء باليمنى؛ مثل: اليد اليمنى قبل اليسرى، الرجل اليمنى قبل اليسرى، هذه
سنة أيضًا.
ومنها: الاقتصاد في
الماء، وعدم الإسراف فيه وفي صرفه.
ومنها: هذه المسألة السواك قبل الوضوء، والسواك سنة مؤكدة فيه أحاديث كثيرة، منها: قوله صلى الله عليه وسلم: «السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ» ([2])؛ لما فيه من إزالة الروائح الكريهة في الفم، فإذا استاك، وأتبعه بالماء فإن ذلك ينظف فمه، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أو عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ»؛ يعني: لأوجبته عليهم، ولكنه يخشى المشقة على الأمة، وهو صلى الله عليه وسلم يحرص على التخفيف؛ فدل على آكدية السواك عند الوضوء، إلا أنه ليس بواجب يفعل؛ للمشقة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (887)، ومسلم رقم (252).