ومنها: عند تغير رائحة الفم، خصوصًا إذا سكت الإنسان،
وأطال السكوت تتغير رائحة فمه، فيتعاهده بالسواك، لا سيما إذا كان يجالس الناس،
يتحدث معهم، فلا يؤذيهم برائحة فمه، بل يستاك.
ومنها: عندما يقوم من
الليل، حتى ولو لم يرد وضوءًا، فيستاك؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من
نومه، يشوص فمه بالسواك ([1])، وما عدا هذه
الأحوال، فهو مستحب دائمًا؛ لما فيه من المصلحة، ولما فيه من العمل بالسنة،
فيستاك، ويكثر من السواك، لا سيما في هذه المواطن الثلاثة، فهو مسنون في كل وقت؛
لفائدته العظيمة.
قوله رحمه الله: «وَيُسَنُّ السِّوَاكُ عِنْدَ تَغَيُّرِ الْفَمِ»،
هذه حالة.
قوله رحمه الله: «وَعِنْدَ الْقِيَامِ مِنَ النَّوْمِ»،
عند القيام من النوم، سواء نوم الليل، أو نوم النهار؛ لأن النائم يتغير رائحة فمه،
فيبادر بالسواك عندما يستيقظ.
قوله رحمه الله: «وَعِنْدَ الصَّلاةِ»؛ لما جاء في الحديث
في رواية أخرى: «لَوْلا أَنْ أَشُقَّ
عَلَى أُمَّتِيْ لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ»، ذلك ليدخل
في الصلاة وهو طيب رائحة الفم؛ لأنه سيقرأ القرآن، تحضره الملائكة، فيطيِّب فمه
عند الصلاة.
قوله رحمه الله: «وَعِنْدَ الصَّلاةِ؛ لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِيْ لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ»»؛ يعني: كلما أرادوا أن يدخلوا للصلاة، استاكوا.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (245)، ومسلم رقم (255).