×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

فيغتسل كما اغتسل النبي صلى الله عليه وسلم، يقول لك: أنا ما رأيت النبي، كيف؟ نقول: الأحاديث الواردة في صفة غسله كأنك تراه، وتطبقها في الاغتسال.

قوله رحمه الله: «وَيَفْعَلَ كَمَا رَوَتْ مَيْمُوْنَةُ رضي الله عنها، قَالَتْ: «سَتَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وهو يغْتَسلَ مِنَ الْجَنَابَةِ،َ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ صَبَّ بِيَمِيْنِهِ عَلَى شِمَالِهِ، فَغَسَلَ فَرْجَهُ وَمَا أَصَابَهُ، ثُمَّ مسحَ بِيَدِهِ عَلَى الْحَائِطِ أَوِ الأَرْضِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوْءَهُ لِلصَّلاةِ غير رجليه، ثُمَّ أَفَاضَ على جسده الماءِ، ثَمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قدميهِ»»؛ ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنها، وهذه الصفة التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم الاغتسال من الجنابة، وأن ميمونة رضي الله عنها سترته.

وبه دليل على أن المغتسل يستتر، ولا يتجرد أمام الناس في البرك، أو في السواقي، أو ما أشبه ذلك، بل إنه يستتر عند الاغتسال.

وسترته أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها، فغسل كفيه أولاً صلى الله عليه وسلم، ثم استنجى، غسل فرجه بالماء، ثم ضرب بيده على الحائظ أو الأرض؛ لأجل أن يذهب ما بهما من رائحة.

قولها رضي الله عنها: «ثُمَّ أَفَاضَ الْمَاءَ» على جسمه، ثم توضأ بعد الاستنجاء، توضأ وضوءًا كاملاً، إلا أنه لم يصل رجليه، فاغتسل، ثم تنحى من مكان الاغتسال، وغسل رجليه، في غسل الرجلين مخير؛ إن شاء غسلهما في محل الاغتسال، وإن شاء تنحى.

بعض العلماء يقول: إذا كان المكان طينًا أو ملوثًا يتنحى، إما إذا كان المكان مبلطًا، أو مقيرًا، ولا يعلق برجليه شيء، فلا حاجة إلى أن يؤخر غسل رجليه.


الشرح