وَيَجُوْزُ
الاِسْتِمْتَاعُ مِنَ الْحَائِضِ، بِمَا دُوْنَ الْفَرْجِ؛ لِقَوْلِ رَسُوْلِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اصْنَعُوْا كُلَّ شَيْءٍ غَيْرَ النِّكَاحَ» ([1]).
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «وَيَجُوْزُ الاِسْتِمْتَاعُ مِنَ الْحَائِضِ»
عرفنا أن الحائض لا يجوز جماعها في الفرج: ﴿فَٱعۡتَزِلُواْ
ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلۡمَحِيضِ﴾ [البقرة: 222]، يعني: في الفرج، الذي هو مخرج الحيض.
وما عدا الجماع في
الفرج من أنواع الاستمتاع، فإنه يجوز؛ القُبلة والمباشرة، والمضاجعة؛ كما أنه يجوز
أكل ما طبخته، وما لمسته، خلافًا لليهود؛ فإن اليهود كانوا لا يقربون الحائض، ولا
يأكلون ما طبخت، ولا، ولا...، شددوا على أنفسهم، الله جل وعلا سهل على هذه الأمة؛
لأن الحائض لا يحرم منها إلا الجماع، وما عدا ذلك، فهو مباح، وكان صلى الله عليه
وسلم يأمر امرأته وهي حائض أن تتزر، ثم يباشرها ([2]).
قوله رحمه الله: «وَيَجُوْزُ الاِسْتِمْتَاعُ مِنَ الْحَائِضِ، بِمَا دُوْنَ الْفَرْجِ؛ لِقَوْلِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اصْنَعُوْا كُلَّ شَيْءٍ غَيْرَ النِّكَاحَ»»، لما سُئل: ما يباح من الحائض؟ قال: «اصْنَعُوْا كُلَّ شَيْءٍ» من أنواع الاستمتاع يعني: إلا النكاح؛ يعني: في الفرج؛ كما في قوله: ﴿فَٱعۡتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلۡمَحِيضِ﴾ [البقرة: 222].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (302).