فَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ
وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، عَاقِلٍ، بَالِغٍ، إِلاَّ الْحَائِضَ، وَالنُّفَسَاءَ.
فَمَنْ جَحَدَ وُجُوْبَهَا لِجَهْلِهِ، عُرِّفَ ذلِكَ، وَإِنْ جَحَدَهَا عِنَادًا،
كَفَرَ.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «فَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَاجِبَةٌ عَلَى
كُلِّ مُسْلِمٍ»، فالصلوات الخمس، وما عدا الصلوات الخمس من الصلوات، فإنه
نافلة؛ مثل: الرواتب التي بعد الفرائض، مثل: صلاة الليل، مثل: الوتر، ليس هناك
صلاة واجبة إلا الصلوات الخمس، لما سأل أعرابيٌّ رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ
الصَّلاَةِ؟ فَقَالَ: «الصَّلَوَاتِ
الخَمْسَ إِلاَّ أَنْ تَطَّوَّعَ شَيْئًا»، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي مَا فَرَضَ
اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ؟ فَقَالَ: «شَهْرَ
رَمَضَانَ إِلاَّ أَنْ تَطَّوَّعَ شَيْئًا»، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي بِمَا
فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الزَّكَاةِ؟ فَقَالَ: فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم شَرَائِعَ الإِسْلاَمِ، قَالَ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، لاَ
أَتَطَوَّعُ شَيْئًا، وَلاَ أَنْقُصُ مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ شَيْئًا،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ، أو دَخَلَ الجَنَّةَ إِنْ صَدَقَ» ([1])، فإن الرسول صلى
الله عليه وسلم ذكر له هذه الصلوات الخمس، فقال الأعرابي: هل علي غيرها يا رسول
الله؟ قال: «لاَ، إِلاَّ أَنْ تَطَّوَّعَ»،
فدل على أن ما عدا هذه الخمس، فهو تطوع.
قوله رحمه الله: «فَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»؛ يعني: على كل مسلم ذكرًا كان أو أنثى، حرًّ أو عبدًا، عربيًّا أو أعجميًّا، تجب الصلاة على الكل، ولا يُعفى منها أحد.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (46)، ومسلم رقم (11).