×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

الله تعالى ما قال: يا أيها الناس صلوا، بل قال: ﴿وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ [البقرة: 43]، فالمطلوب إقامة الصلاة، وليس المطلوب شكل الصلاة، المطلوب إقامة الصلاة بشروطها وأركانها، وواجباتها وسننها، هذه الصلاة القائمة، أم الصلاة الشكلية فهذه لا تنفع صاحبها وليس لها فائدة.

قوله رحمه الله: «رَوَى عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهَ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللهُ عَلَى الْعِبَادِ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ»».

قوله صلى الله عليه وسلم: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ»: الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر، خمس صلوات.

قوله صلى الله عليه وسلم: «كَتَبَهُنَّ اللهُ»؛ يعني: فرضهن، الكَتب المراد به: الفرض.

قوله صلى الله عليه وسلم: «كَتَبَهُنَّ اللهُ عَلَى الْعِبَادِ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهِنَّ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ، لَمْ يَكُنْ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ»، هذا في المحافظة عليها، مَن حافظ عليها في أوقاتها ومع الجماعة، كان له عهدٌ عند الله عز وجل أن يُدخله الجنة، ومن لم يُحافظ عليها - مثلاً: يُخرج الصلاة عن وقتها، يترك صلاة الجماعة، هذا لم يُحافظ على صلاته - فهذا تحت المشيئة، هو يصلي، ما ترك الصلاة، أما لو ترك الصلاة، فقد كفر، لكنه يصلي، لكنه لم يحافظ عليها في أوقاتها مع الجماعة، ويحافظ على أحكامها، وشروطها، وواجباتها، هذا صلى شكلاً، هذا ما يُؤمر بالإعادة؛ لأنه صلى، ولكن لم يكن له عند الله عهدٌ أن يُدخله الجنة، بل هو راجع إلى مشيئة الله سبحانه وتعالى.


الشرح