×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

 فيجب المحافظة عليها والمداومة: ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ دَآئِمُونَ [المعارج: 23]، ما دام الإنسان حيًّا يحافظ على صلاته، ولا يتركها بحال من الأحوال، فهذا يدل على آكدية هذه الصلاة العظيمة.

الصلاة يستعان بها على الكربات والمشاق، والهموم والأحزان ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ [البقرة: 45]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ [البقرة: 153]، فقَرَنَ سبحانه الصلاة مع الصبر عند المضايق وعند الشدائد، فدل على أهمية الصلاة، وأنها تُعين على تحمل المشاق، وتُفرِّج الهموم والأحزان والوساوس، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ فزع إلى الصلاة، وقال: «يَا بِلاَلُ، أَرِحْنَا بِهَا» ([1])، يستريح في الصلاة، تذهب عنه الهموم والأحزان، أما من يتضايق في الصلاة، ويريد الخروج منها، فهذا ما ذاق طعم الصلاة، دخل فيها كأنه في سجن، يريد الخروج منه، أما من ذاق طعمها، فإنه يتلذذ بها، يتلذذ في صلاته، هذا علامة الإيمان، فالصلاة تعين المسلم على أمور حياته وعلى المشاق، وهي سبب لجلب الرزق، وسبب لدفع الهموم، وسبب لتحمل المشاق، فهي عبادة عظيمة منَّ الله عز وجل بها على المسلمين لمصلحتهم وراحتهم بها.

الصلوات الخمس كفارة لما بينهن من الذنوب الصغائر: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّٰكِرِينَ [هود: 114]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ» ([2])، فالصلاة يُكفر الله بها السيئات، ويرفع بها الدرجات، فيا لها من عبادة عظيمة منَّ الله بها على المسلم، إذا حافظ عليها، وداوم عليها وأقامها.


الشرح

([1]أخرجه: أبو داود رقم (4985).

([2]أخرجه: مسلم رقم (233).