×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

 وَيَنْبَغِيْ أَنْ يَكُوْنَ الْمُؤَذِّنُ أَمِيْنًا، صَيِّتًا، عَالِمًا بِالأَوْقَاتِ، وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يُؤَذِّنَ قَائِمًا، وَمُتَطَهِّرًا، عَلَى مَوْضِعٍ عَالٍ، مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، فَإِذَا بَلَغَ الْحَيْعَلَةَ، الْتَفَتَ يَمِيْنًا وَشِمَالاً وَلا يُزِيْلُ قَدَمَيْهِ، وَيَجْعَلُ إِصْبَعَيْهِ فِيْ أُذُنَيْهِ، وَيَتَرَسَّلَ فِي الأَذَانِ، وَيَحْدُرُ الإِقَامَةَ. وَيَقُوْلُ فِيْ أَذَانِ الصُّبْحِ: «الصَّلاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ»، مَرَّتَيْنِ بَعْدَ الْحَيْعَلَةِ، وَلا يُؤَذِّنُ قَبْلَ الْوَقْتِ إِلاَّ لَهَا؛ لِقَوْلِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ بِلالاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوْا وَاشْرَبُوْا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُوْمٍ» ([1]).

وَيُسْتَحَبُّ لِمَنْ سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ، أَنْ يَقُوْلَ كَمَا يَقُوْلُ؛ لِقَوْلِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم «إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ فَقُوْلُوْا مِثْلَ مَا يَقُوْلُ» ([2]).

**********

الشرح

قوله رحمه الله: «وَيَنْبَغِيْ أَنْ يَكُوْنَ الْمُؤَذِّنُ أَمِيْنًا»؛ ما يجب في المؤذن من الصفات:

أولاً: أن يكون أمينًا موثوقًا؛ لأنه يُعلم الناس بدخول الوقت، فلا بد أن يكون أمينًا، إذا لم يكن أمينًا، فقد يقدم الأذان على الوقت، قد يؤخره في رمضان، يتأخر الصيام عن طلوع الفجر، وهكذا...، لا بد أن يكون أمينًا، قال صلى الله عليه وسلم: «الإِْمَامُ ضَامِنٌ وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ» ([3])، مؤتمن على الوقت.


الشرح

([1]أخرجه: البخاري رقم (617)، ومسلم رقم (1092).

([2]أخرجه: البخاري رقم (611)، ومسلم رقم (383)..

([3]أخرجه: أبو داود رقم (517)، والترمذي رقم (207).