×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

قوله رحمه الله: «صَيِّتًا»؛ من أجل أن يسمعه الناس، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في بلال رضي الله عنه: «فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ، فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ، فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ»؛ يعني: أرفع صوتًا.

قوله رحمه الله: «عَالِمًا بِالأَوْقَاتِ»، كذلك يكون عالمًا بتوقيت دخول وقت الصلاة؛ حتى يؤذن على دخوله، إذا لم يكن عالمًا بالتوقيت، فإنه قد يخطئ، ويحمل الناس على الخطأ، لا بد أن يكون عالمًا بالتوقيت.

والآن وجدت المفكرات الحسابية، توقيت الصلوات موجود وميسر، كل مسجد فيه توقيت، يمشي عليه المؤذن، ويستدل على الوقت بسير الشمس؛ كما يأتي.

ولكن الآن صار أكثر المؤذنين لا يراقبون الوقت، ولا يتعلمون التوقيت؛ اعتمادًا على هذه التقاويم التي توزع، وهي صادرة من جهة حسابية موثوقة ومعتمدة، فيمشي عليها لا بأس.

هناك أناس الآن يشككون في الفجر، يقولون: إن التوقيت المكتوب في التقويم متقدم على الوقت بثمان دقائق، وهذا غلط وخطأ منهم، جربنا التوقيت ولم ندرك عليه خطأ، ولا أحد أدرك عليه خطأ؛ إلا هؤلاء المتطفلة، الذين يشككون الناس في صلاتهم، ولا يجوز تشكيك المسلمين في صلاتهم، لا يجوز، فأنتم تصلون مع المسلمين، المؤذن يؤذن على التوقيت المذكور في التقويم، ويبقى الإمام ينتظر ثلث ساعة، على الأكثر نصف ساعة، ثم يصلي صلاة مستعجلة أيضًا، ما هو مثل الأول يطيل القراءة.

ونخرج ونرى الشوارع مضيئة بالنهار، أين التقدم الذي يقولونه؟! التجربة والواقع كذلك هذا القول تمامًا.


الشرح