قوله رحمه الله: «فَإِنْ كَانَ قَرِيْبًا مِنْهَا، لَزِمَتْهُ الصَّلاةُ إِلَى عَيْنِهَا،
وَإِنْ كَانَ بَعِيْدًا، فَإِلَى جِهَتِهَا»؛ وإن كان يراها من كونه داخل
المسجد الحرام؛ فإنه يجب أن يستقبل عينها، ولا ينحرف عنها؛ لا يمنة، ولا يسرة، أما
من كان لا يراها، فإنه يصلي إلى الجهة التي هي فيها.
قوله رحمه الله: «وَإِنْ خَفِيَتْ عَلَيْهِ الْقِبْلَةُ فِي
الْحَضَرِ، سَأَلَ وَاسْتَدَلَّ بِمَحَارِيْبِ الْمُسْلِمِيْنَ»، إذا الإنسان
ما يعرف القبلة، ما يدري أين هي، وينوي الصلاة، فهذا له حالتان:
إن كان في بلد من
بلاد المسلمين، فإنه يسأل المسلمين: أين القبلة؟ أو يستدل بمحاريب المساجد؛ لأنها
موجهة إلى القبلة، لا عذر له في كونه لا يصلي إلى الكعبة؛ لأنه يمكنه معرفة
القبلة؛ إما بالسؤال، وإما بالاستدلال بمحاريب المساجد.
أما إذا كان في
برٍّ، ولا يدري أين القبلة، فيستدل عليها بالعلامات، يستدل عليها بالنجوم يستدل
عليها بوجوه الجبال، يستدل عليها بمهب الرياح، كل هذه تدله على القبلة.
قوله رحمه الله: «سَأَلَ وَاسْتَدَلَّ بِمَحَارِيْبِ
الْمُسْلِمِيْنَ»؛ لا عذر له أن يخطئ، ويقول: والله أنا ما أدري، أنا صليت.
يعني: ما أدري أين القبلة. نقول لهذا: أنت المفرط، لماذا لم تسأل، لم تستدل
بالمساجد حولك؟!
قوله رحمه الله: «فَإِنْ أَخْطَأَ، فَعَلَيْهِ الإِعَادَةُ»، نعم؛ لأنه لا عذر له.