وَإِنْ خَفِيَتْ فِي
السَّفَرِ، اجْتَهَدَ، وَصَلَّى، وَلا إِعَادَةَ عَلَيْهِ.
وَإِنِ اخْتَلَفَ
مُجْتَهِدَانِ، لَمْ يَتْبَعْ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ. وَيَتْبَعُ الأَعْمَى
وَالْعَامِيُّ أَوْثَقَهُمَا فِيْ نَفْسِهِ.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «وَإِنْ خَفِيَتْ فِي السَّفَرِ، اجْتَهَدَ،
وَصَلَّى»، إن خفيت عليه القبلة في السفر، اجتهد بالنظر في العلامات الدالة
على القبلة «الشمس، والقمر، والنجوم»،
في النهار الشمس والقمر، والنجوم في الليل، يستدل بها على القبلة: ﴿وَعَلَٰمَٰتٖۚ وَبِٱلنَّجۡمِ
هُمۡ يَهۡتَدُونَ﴾ [النحل: 16].
قوله رحمه الله: «اجْتَهَدَ، وَصَلَّى، وَلا إِعَادَةَ
عَلَيْهِ»؛ إذا اجتهد وسعه، وصلى، وتبين أنه إلى غير القبلة، فصلاته صحيحة؛
لأنه بذل وسعه، وصلى، فصلاته صحيحة؛ لقوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ
ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ﴾ [البقرة: 115]، إلا
أن هذه الآية نزلت فيمن اشتبهت عليه القبلة في السفر، فاجتهد وصلى، فإنه أدى ما
عليه، وصلاته صحيحة، ولو تبين له بعدما سلم أنه على غير القبلة، فصلاته صحيحة؛
لأنه بذل وسعه واستطاعته، واجتهد، فصلاته صحيحة.
وقد صلى جماعة من الصحابة رضي الله عنهم في السفر إلى غير القبلة، اجتهدوا، ولما أصبحوا، وجدوا أنهم صلوا إلى غير القبلة؛ فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالرسول صلى الله عليه وسلم صحح فعلهم، وأنزل الله هذه الآية: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ﴾ [البقرة: 115] ([1]).
([1]) كما في الحديث الذي أخرجه: الترمذي رقم (345)، وابن ماجه رقم (1020).