قوله رحمه الله: «وَوَقْتُ الْعَصْرِ - وَهِيَ الْوُسْطَى»، نعم صلاة العصر هي الوسطى
- على الصحيح: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ
وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ﴾ [البقرة: 238]، وهي صلاة العصر، أما صلاة الظهر، فتسمى
الصلاة الأولى، والوسطى هي العصر؛ بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة
الأحزاب: «شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاَةِ
الْوُسْطَى، صَلاَةِ الْعَصْرِ» ([1])، سماها الوسطى.
قوله رحمه الله: «وَوَقْتُ الْعَصْرِ - وَهِيَ الْوُسْطَى -
مِنْ آخِرِ وَقْتِ الظُّهْرِ إِلَى أَنْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ»، هذا وقت
الاختيار؛ من دخول وقتها بانتهاء وقت الظهر يستمر إلى أن تصفر الشمس، فحينئذٍ
ينتهي وقت الاختيار، ويبدأ وقت الاضطرار؛ يعني: ما تفعل الصلاة فيه إلا عند
الحاجة، وقت الضرورة إلى أن تغيب الشمس، وقت الضرورة هذا من اصفرار الشمس إلى
مغيبها لا تؤخر صلاة العصر إليه إلا لضرورة.
قوله رحمه الله: «ثُمَّ يَذْهَبُ وَقْتُ الاِخْتِيَارِ،
وَيَبْقَى وَقْتُ الضَّرُوْرَةِ إِلَى غُرُوْبِ الشَّمْسِ وَوَقْتُ الْمَغْرِبِ:
مِنَ الْغُرُوْبِ إِلَى أَنْ يَغِيْبَ الشَّفَقُ الأَحْمَرُ»؛ يدخل وقت المغرب
بغروب الشمس في الأفق، وعلامة ذلك: أن يقبل الليل من المشرق فإذا غابت الشمس في
الأفق، ونظرت إلى المشرق، فرأيت الليل قد أقبل كالبحر، هذا دخول وقت المغرب.
قوله رحمه الله: «إِلَى أَنْ يَغِيْبَ الشَّفَقُ الأَحْمَرُ»؛
لأن الشفق يبقى إذا غابت الشمس، وهو قسمان:
القسم الأول: شفق أحمر.
والقسم الثاني: شفق أبيض.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (628).