والتوسل إلى الله بالعمل الصالح هذا جائز: «وَبِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا»، «بِحَقِّ
السَّائِلِينَ عَلَيْكَ»، الله وعد السائل أن يجيبه، فحق السائل على الله أن
يجيبه، أن يجيب سؤاله، فهو سأل الله بوعده - سبحانه: ﴿وَقَالَ
رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ﴾ [غافر: 60]، توسل
إليه بوعده - سبحانه - ما توسل إليه بالصالحين، أو بأعمال الصالحين، إنما توسل إلى
الله بصفة من صفاته - سبحانه - وهي الإجابة؛ إجابة السائلين.
هذا الحديث أشكل على
بعض الناس، وظن إنه موضوع؛ لأن فيه التوسل بحق السائلين، ولم يفهم الحديث، لكن
الحديث واضح أنك تتوسل إلى الله عز وجل بعملك ومشيك إلى المسجد، وتسأل الله جل
وعلا بصفة من صفاته، تتوسل إليه بالإجابة؛ لأنه وعد السائلين أن يجيبهم.
قوله رحمه الله: «وَيَقُوْلُ: «اللهُمَّ إِنِّيْ أَسْأَلُكَ
بِحَقِّ السَّائِلِيْنَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا، فَإِنِّيْ لَمْ
أَخْرُجْ أَشَرًا، وَلا بَطَرًا، وَلا رِيَاءً، وَلا سُمْعَةً، خَرَجْتُ اتِّقَاءَ
سَخَطِكَ، وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُنْقِذَنِيْ مِنَ النَّارِ،
وَأَنْ تَغْفِرَ لِيْ ذُنُوْبِيْ، إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوْبَ إِلاَّ أَنْتَ»»،
هذا عمل تتوسل إلى الله بعملك ومشيك وإخلاصك لله عز وجل.