فَإِذَا سَمِعَ الإِقَامَةَ، لَمْ يَسْعَ إِلَيْهَا؛ لِقَوْلِ رَسُوْلِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أُقِيْمَتِ الصَّلاةُ، فَلا تَأْتُوْهَا
وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ، وَائْتُوْهَا وَعَلَيْكُمُ السَّكِيْنَةَ، فَمَا
أَدْرَكْتُمْ، فَصَلُّوْا، وَمَا فَاتَكُمْ، فَأَتِمُّوْا» ([1]). وَإِذَا
أُقِيْمَتِ الصَّلاةُ، فَلا صَلاةَ إِلاَّ الْمَكْتُوْبَةُ ([2])، وَإِذَا أَتَى
الْمَسْجِدَ، قَدَّمَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى فِي الدُّخُوْلِ، وَقَالَ: «بِسْمِ
اللهِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِيْ
ذُنُوْبِيْ، وَافْتَحْ لِيْ أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ»، وَإِذَا خَرَجَ قَدَّمَ
رِجْلَهُ اليُسْرَى، وَقَالَ مِثْلَ ذلِكَ، إِلاَّ أَنَّهُ يَقُوْلُ: «وَافْتَحْ
لِيْ أَبْوَابَ فَضْلِكَ» ([3]).
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «فَإِذَا سَمِعَ الإِقَامَةَ، لَمْ يَسْعَ
إِلَيْهَا»، إذا سمع الإقامة، فلا يسرع، وإنما يستمر على طمأنينته ووقاره.
قال صلى الله عليه
وسلم: «إِذَا سَمِعْتُمُ الإِقَامَةَ
فَلاَ تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا
فَاتَكُمْ فَاقْضُوا» ([4]).
في رواية: «فَأَتِمُّوا»، فلا تستعجل إذا سمعت
الإقامة، ما له داعي السرعة، «إِذَا سَمِعْتُمُ
الإِقَامَةَ فَامْشُوا وَلاَ تُسْرِعُوا، وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا
أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا»، نعم هكذا أمر الرسول
صلى الله عليه وسلم.
قوله رحمه الله: «فَإِذَا سَمِعَ الإِقَامَةَ، لَمْ يَسْعَ إِلَيْهَا»؛ يعني: لم يسرع إليها، لا يركض، لا يسرع.