فيشق على المأمومين، إلا
إذا كان يصلي وحده، فيقرأ ما شاء، ويطول ما شاء، لكن إذا كان إمامًا، فلا يشُق على
المأمومين بالتطويل؛ كما لا يحرمهم من قراءة القرآن؛ لأن بعض الأئمة عنده كسل، ولا
يقرأ قراءة كثيرة، من الكسل الذي فيه، فلا يكون كذا ولا كذا، بل يتوسط.
والمفصل: آخر القرآن، حزب
المفصل يبدأ من الذاريات، وينتهي بسورة الناس، ويقسمه على ثلاثة أقسام:
- الطوال من المفصل يقرأ بها في ركعتي الفجر.
- والقصار يقرأ بها في المغرب.
- والمتوسط يقرأ به في سائر الصلوات.
وطوال المفصل من «الذاريات» إلى «عمَّ»، والمتوسط من «عمَّ»
إلى «الضحى»، والقصار من «الضحى» إلى آخر «سورة الناس»، هكذا يكون الإمام، لكن الآن كثيرًا من الأئمة - خصوصًا
الشباب هداهم الله - هجروا المفصل، فلا يقرؤون منه أبدًا، هجروه هجرًا تامًّا،
والمفصل قراءته خفيفة، وآياته وجيزة، يهجرونه، ويذهبون إلى القراءة بالآيات
الطوال، والسور الطوال، ويرتلون، ويرجعون إلى آخره، هذا خطأ، هذا خلاف السنة، إذا
قرأ من القرآن غير المفصل بعض الأحيان، لا بأسن، لكن أن يداوم على ترك المفصل، هذا
خلاف السنة، وخلاف التسهيل على الناس.
قوله رحمه الله: «وَفِيْ سَائِرِ الصَّلَوَاتِ مِنْ أَوْسَاطِهِ»، وأوساطه من «عمَّ» إلى «الضحى»، النبي صلى الله عليه وسلم أرشد معاذًا رضي الله عنه أن يقرأ بـ ﴿وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا﴾ [الشمس: 1]، ﴿وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰ﴾ [الليل: 1]، ونحو ذلك؛ لئلا يشق على المأموين ([1]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (705)، ومسلم رقم (465).