كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، ولا يرفع رأسه، ولا يدليه، بل يجعل
رأسه حيال ظهره، هذه صفة الركوع.
قوله رحمه الله: «وَيَمُدُّ ظَهْرَهُ، وَيَجْعَلُ رَأْسَهُ
حِيَالَهُ»، يجعل رأسه حيال ظهره، لا يرتفع ولا ينخفض.
قوله رحمه الله: «ثُمَّ يَقُوْلُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ
الْعَظِيْمِ، ثَلاثًا»، ثم يقول في ركوعه: «سبحان ربي العظيم»، هذا من واجبات الصلاة، «سبحان ربي العظيم»، يكون في الركوع، وثلاثًا هي أدنى الكمال،
والواحدة مجزئة، والكمال إلى عشر.
قوله رحمه الله: «ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَائِلاً: سَمِعَ
اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، ثم يرفع رأسه من الركوع، ولا يسجد من الركوع، بل لا
بد أن يرفع رأسه، ويعتدل قائمًا - ركنان - الرفع من الركوع، فلو سجد من الركوع،
ولم يرفع، لم تصح صلاته؛ لأنه ترك ركنًا، وهو الرفع، ولا يكفي الرفع، بل لا بد أن
يعتدل، بعد الرفع قائمًا، فلو أنه رفع، ثم سجد «على طول»، ترك ركنًا، وهو الاعتدال، لا بد أن يعتدل قائمًا بعد الرفع
من الركوع، هذا ركن ثان، فالرفع ركن، والاعتدال قائمًا ركن آخر.
ويقول الإمام في رفعه: «سمع الله لمن حمده»، و«سمع الله» أي: استجاب؛ لأن سمع، إذا عدى باللام فمعناه الاستجابة، أما إذا عدي بنفسه، فمعناه إدراك الصوت، سماع الصوت، فمعنى «سمع الله لمن حمده»، أي: استجاب الله لمن حمده؛ لأنه عدي باللام، والمأموم لا يقول: «سمع الله لمن حمده»، بل يقول: «ربنا ولك الحمد»؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ» ([1]).