وَيُسْتَحَبُّ أَنْ
يَتَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ
الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيْحِ الدَّجَّالِ ([1])، ثُمَّ يُسَلِّمُ
عَنْ يَمِيْنِهِ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ
كَذلِكَ ([2]).
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَتَعَوَّذَ مِنْ
عَذَابِ جَهَنَّمَ، و عَذَابِ الناْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ»،
أما التشهد، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على الصفة المذكورة، على ركن من
أركان الصلاة، وأما الاستعاذة بالله من أربع، فهذا مستحب؛ لأمر النبي صلى الله
عليه وسلم به؛ أربع: أعوذ بالله من عذاب جهنم - وهي النار - ومن عذاب القبر، ومن
فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، أربعة يستحب ألا يتركها متأكدًا.
بل بعض العلماء يرون وجوبه، وجهنم هي النار، هذا من أسماء النار؛ فيتعوذ من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر؛ لأن عذاب القبر ثابت في الكتاب والسنة، وإجماع المسلمين، ولم ينكرهم إلا المعتزلة الضُّلال، وهو متواتر، الأحاديث فيه متواترة، فلا وجه لإنكاره، وهو واقع أيضًا، فإن عذاب القبر ثابت متواتر، لا ينكره إلا أهل الضلال، ولهذا يذكره الذين يصنفون في العقائد، يذكرون الإيمان بعذاب القبر أو نعيمه؛ القبر إما عذاب وإما نعيم؛ كما جاء في الحديث حينما يسأله الملكان: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فإن أجاب بجواب صحيح، فإنه يُجعل قبره روضة من رياض الجنة، وإن لم يُجب وتلجلج ولا يدري، قال: لا أدري. فإنه يُضيق عليه في قبره، فتختلف أضلاعه،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3370).