×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

 ويُفتح له باب إلى النار، فيأتيه من سمومها وحرها، ويصبح قبره حفرة من حفر النار - والعياذ بالله - هذا عذاب القبر ([1]).

فتنة المحيا والممات؛ يعني: ما دام الإنسان على قيد الحياة، فهو معرض للفتنة، وكذلك بعد الموت يأتيه الملكان، فيمتحنانه، وقيل: المراد بفتنة الممات أن الإنسان عند الوفاة يأتيه الشيطان، يريد منه أن يموت على غير الإسلام فيعرض له، ويعرض عليه الملل الكفرية، ويرغبه فيها.

قوله رحمه الله: «وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيْحِ الدَّجَّالِ»، وهو الكذاب، الدجال الكذاب، سُمي دجالاً؛ لكثرة كذبه، وفتنته أعظم فتنة - والعياذ بالله - وهو يأتي في آخر الزمان، وظهوره من علامات الساعة الكبرى، فيمتحن الله به المسلمين، ولا يثبت على الدين إلا من ثبته الله عز وجل، ومعه مغريات، ومعه خوارق شيطانية، قل من يسلم من فتنته، ممن يدركونه، إلا من ثبته الله سبحانه وتعالى، هذا المسيح الدجال، أما المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإيمان به ركن من أركان الإسلام، فالإيمان بالمسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ركن من أركان الإسلام، لأن الإيمان بالرسل ركن، وعيسى عليه السلام من الرسل، بل هو من أولي العزم من الرسل، فمن أنكر نبيًّا واحدًا، فهو منكر لجميع الأنبياء، ولهذا جاء في سورة الشعراء: ﴿كَذَّبَتۡ قَوۡمُ نُوحٍ ٱلۡمُرۡسَلِينَ [الشعراء: 105]، ﴿كَذَّبَتۡ عَادٌ ٱلۡمُرۡسَلِينَ [الشعراء: 123]؛ لأنهم ما كذبوا إلا نبيهم، لكن من كذب نبيًّا واحدًا، فهو مكذبٌ لجميع الأنبياء، ﴿لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ [البقرة: 285]، يجب الإيمان بجميعهم،


الشرح

([1]كما في الحديث الذي أخرجه: أبو داود رقم (4753).